صديقتي ...ام....حبيبتي
بسم الله الرحمن الرحيم
هكذا و بدون مقدمات .. أتت من القلب و اتمنى أن تصل الى قلوبكم الطاهرة..,
لستِ حبيبتي .. أنتِ صديقتي .. فأنا رجل أعشق الصداقة أكثر من الحب .. لِذا توقعي أن أكون الصديق العاشق لكِ لحرفكِ لفكركِ لكل كلمة تخرج من ثغركِ الطاهر المبتسم .. لا تتوقفي عن الحديث ..فحديثكِ يكتبني يوثق تاريخي الحافل بكِ .. يا صديقتي الراقية .
صديقتي ..
حتى الحزن كان جميلاً في عينيكِ .. كان حزناً راقياً .. حزناً واعياً .. صديقتي .. غاليتي .. احترم كل ما فيكِ حتى سقوطكِ كان إلى الأعلى و أثبت عدم صحة قوانين نيوتن فأنتِ إذا سقطتِ تكون سقطتكِ إلى الأعلى
وليذهب نيوتن إلى الجحيم هو و تفاحته ..!!
صديقتي ..
كم أحترم وعيكِ الذي تتفوقين فيه على نساء العالمين جميعاً .. كم أحترم تفاصيل المنطق الذي تتحدثين به معي .. اعترف أنكِ حالة استثنائية و امرأة كونية تصلح لكل مكان و كل زمان .. أنتِ امرأة لا تنتهي صلاحيتها يا صديقتي و لا يمكن أن تختفي دون أن تترك بصمتها على جدار القلب .. أنتِ باختصار يا صديقتي امرأة ليست لها نهاية أبداً .. أنتِ البداية .. بداية كل الأبجديات و كل اللغات و الحضارات التي اكتشفها الإنسان .. أنتِ صديقتي و حبيبتي إلى آخر حرف أبجدي كتبته البشرية ..
صديقتي ..
لقد تعلمت منكِ كيف يكون الحزن ثقافة و كيف يكون الفرح ثقافة و كيف يكون الحب ثقافة و كيف يكون اللقاء ثقافة .. تعلمت منكِ أن الفراغ العاطفي ليس إلا نظرية اخترعها رجل مسكين لم يحظ بمثلكِ يا راقية .. و تأكدت أن الخل الوفي ليس من المستحيلات و أن تلك المقولة تفتق عنها ذهن احدهم ممن لم يحظوا بشرف صداقة انسانة برقيكِ و بإخلاصكِ ..
صديقتي..
إن الوقوف على الأطلال كان مجرد فكرة اخترعها امرؤ القيس .. فوقف و استوقف صحبه .. و بكى و استبكى من معه .. فكان الحنين و كانت الذكرى .. لمن رحلت عن المكان و الزمان .. أما أنتِ يا راقية فالمكان مكانكِ و الزمان زمانكِ و القلب لكِ و لن تكوني في يوم من الأيام طلل أو مجرد ذكرى ..
صديقتي..
اعترف لكِ انكِ أعدتِ صياغتي من جديد .. و أعدتِ ترتيبي من جديد .. فأنا قبلكِ كنت رجل فوضوي غير مرتب .. أوراقي كانت مبعثرة .. بعضها غير مكتوب .. و بعضها غير مقرؤ و بعضها كان عبارة عن سبيل للعابرين .. للعابثين .. لمرتزقة العواطف .. سوف أعترف لكِ يا صديقتي أنني مجنون بكِ إلى آخر حدود التهور .. و أنني عاقل بكِ إلى آخر حدود الحكمة ..!
صديقتي..
سوف أعلن اسمكِ للجميع .. هل تسمحين ..؟ سوف اكتب اسمكِ في شهادة ميلادي .. سوف اكتبه على مساحات العقل المفتون بكِ .. على أبواب القلب المشرعة لكِ .. و سوف ارتكب العشق معكِ مع سبق الصداقة و الإخلاص .. و لن أكون عابر سبيل أبداً فأنتِ طاهرة و أنا مدمن في سبيلكِ والعبور لا يكفي المدمنين و قانون العشق لا يحمي المغرمين و أنا مغرم بكِ يا راقية .
هل عرفتِ لماذا أنتِ صديقتي يا حبيبتي ؟!
فقط ..,
المفتون بعقلكِ ..
[center]