أَكتبُك أم أرسمك
أم أشتاقك أم أُحادثك أم أُنادمك
أندم لأني عرفت الندمَ ولم أُعاشِره لأني معك
في الِرضى
في القَبول
في الأذعان في الأرادة التي تَرتهن أرادتي
ونكبلها لنطلقها في الشاسعِ الذي هو أنت
أرُسمك حلماً وأتوسلك أن تُعيريني يديَ لأمسح الورد
وأزيح أغصان نَشوتك عن مساحات عيوني
لأراك في الحقلِ الذي هو أَنت
وقدْ فَتحت الملائِكةُ الحاجزَ
وأقامت تَسبح عاريةً في الكَوثر
الذي تنثره ضحكاتُك على وجهي
فيزول السّنا وتنطفئ الكلمة
لتلبس ثوب الكمنجات وتصير نغماً سماوياً
إيقاعه أنت
أكتُبك لأُّلمك وقد تبعثرت فيك ولا أجدني
هربت منك فتركتَني هناك لأنك كَتبِتني فيما أَكتبك
توهمتني فيما أَكون
وضيعتني في حدودك
حدودك التي هي سمائي وأرضي
الرياح والأمطار وفصل الشتاء والثلج وسكرة البحر
وغناؤه على كفيك
كفيك اللتين أتنفس من اشتباكهما في رئتي
أريدك لأني أريدك وأكثر
لأني معك أُوقظ الفصول الأربعة من أسرتها
وأسمح لها أن تستوطنك
أن تتزاحم فيك
أن تهدر وتضطرب
أريدك صباحا تكتبه جميع الأماكن
فجراً عند بزوغه تكتبنه الشبابيك وأضطراب الأفق
في عين النائمة التي يحدثها البحر
وينعس في مناديلها الحب قريرا
أريدك لأني أغلقت باب أرادتي عليك
وأشرت للغد أن يستريح على النواصي
بعيدا عن قلقي الذي ينام الى جانبك
ويكتب على جسدك ماتكنه لك الشفاه
ما تهذي به الأصابع
ما تقوله النبضة للسان
ما تشير به اللهفة للضوء ويخبو لأشتعل فيك
أكتبك أم أرسمك
أم أتجلى فيك
أكتبك وردة ليأتي الربيع أليك طائعا كقط يقبل قدميك
كريشة رسام ترتديك
كعطر ينساب على جيدك
ويسقط تحت القلادة كزهرة تسترخي على هناء أبتسامتك
في ظهيرة الحب
عقب فصل الهدير
أنت النائم في الأبيض تشتاق إليك اللهفة
تتطاير حولك نوارسها تدور
تتساقط .. تتعانق ، تتقاطع .. تتمايل
تهبط في موجك لتلتقط الأريج
وتتنفس في عينيك برائحة النشوة
أكتبك أنت
وأضيع حدودي فيك
وأحار أيني منك ؟؟
تغرق يدي في لجتك
ويغرق صوتي في هديرك
وأبحث عني أندس فيك كما الكحل
كما المسافة ألفك
وأعانق قامتك
أنبت فيك كما الزرع
أكتبك أنت ولا أكتبك
لأنك المعجزة وقد ضيعت نبوتي
لأنك المسافة وقد تهتُ عن قدمي
لأنك أنت ولست أنا الذي يكتبك
بل يديك التي في يدي تغرق
وتهمس فلا تكتب إلا خربشة ضحكة