البادية الفلسطينية

البادية الفلسطينية :

البادية الفلسطينية ، شأنها شأن الباديه فى بلاد العرب ،

فالباديه واحدة فى كل زمان ومكان .

الا ان الحضارة والمدنية زحفت الى معاقل الباديه لتحل محلها حسب

التباين الديموجرافى والثورة الغير مسبوقة فى عالم التكنولوجيا التى

اصبحت مطلب ملح على كل انسان .

فلن يستطيع ابن الباديه يسافر المسافات البعيدة ضاربا اكباد

الأبل فى عدة شهور وهو يستطيع ان يقطعها فى بضع ساعات.

فأنت عندما تتوغل في البادية الفلسطينية وتتجول فيها ، بالكاد

إنك لن تميز بين بدوي وآخر ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر قليل ما

تبقى من مظاهر البادية على أرض الواقع ، فقد اختفت معظمها

وانطمست أكثرها ..

فعندما تتأمل فيها ، فإنك ستجد شبان من جميع القبائل البدوية في

مجلس واحد ،

فإذا جلست وتحدثت معهم مطولا ، فلن تستشف من كلامهم

شيئا كالذي تقرؤه على الصفحات الالكترونية ، أو في الافلام والمسسلات

أو في القصص والخرافات ، أنت في واقع ملموس ، ماذا تلمس ؟!

إنك تلمس بادية تكاد تكون متجانسة على الرغم من تعدد عائلاتهم

وعشائرهم فأنت لن تلمس هذا الشيء إلا أن تسألهم فيجيبوك وباختصار

، دون أي شيء ..

إنك لو ذهبت إلى عرس بدوي ، فإنك لن تميز من هو صاحب الفرح ، لأنك

ستجد شبان من مختلف العائلات منسجمون آخر انسجام ، ويدبكون سويا

(الدبكة الشعبية الفلسطينية) أو الدحية ، وستجدهم يهنئون بعضهم

البعض في تصافح وعناق شديد ، كل ذلك تراه وأنت لم تعرف لأي قبيلة

هذا الفرح ..

وأما في الفرح والعزاء ، فإنك ترى الحزن والأسى في عيون جميع الناس ،

سواسية ، بلا استثناء وتشاهد البدو ينحدرون من كل حدب وصوب ، مع

بضعهم البعض .. لن تمييز بين هذا وذاك إلا إذا سألت هذا من أي

عائلة ، من أي قبيلة ، من أي عشيرة ، وسوف تتعب كثيرا ..

ليس هذا فحسب ، بل سترى الناس جميعا من كل العائلات والأصول والحمائل

، ليس البدو فحسب لا ، بل الجميع من كل أطياف الشعب الفلسطيني ..

إنك حينما تقرأ كتابا أو مقالا يتحدث عن العصبية القبلية والحروب

بين القبائل وما شابه ، فإنك ستسأل نفسك ؟ هل معقول هذا حدث ؟؟

الجواب نعم كان يحدث ولا زال يحدث !! ولكن ما السبب يا ترى ؟

السبب ، فالمتتبع لتاريخ فلسطين منذ الفاطميين سيجد أن هناك حروب

كثيرة حصلت في فلسطين خاصة ، ولكن هناك فترات طويلة ليس فيها صراعات

داخلية ولا خلافو ، فلماذا ؟

الجواب أن هذه القبائل نفسها وبعينها ، كانت يدا واحدة ضد الغزو

الاستعماري ، ففي عهد الحملات الفرنجية لم يكن هناك صراعات داخلية أو

حروب أهلية ؟

وبعد تحرير فلسطين من الفرنجة وقعت بعض الحروب ، في

عهد العثمانيين كذلك وقعت حروب ، لكن عندما تعرضت فلسطين للغزو

الفرنسي توحد جميع أهل البادية ، ونفس الشيء عندما تعرضت فلسطين

للغزو البريطاني توحدت القبائل ، ربما حدث مشاجرات بسيطة لم تصل

لدرجة تلك الحروب العصبية ، وفي أثناء الاحتلال الإسرائيلي كذلك ،

كان الناس متوحدين متعاضدين متكاتفين .

فانظر مثلا في التصدي للاجتياحات والتوغلات الإسرائيلية ، ستجد جميع

فئات الشعب الفلسطيني يدا واحدة في مواجهة العدو ..

طبعا هذا شيء طبيعي ، ولكن الناس قد تعلموا من خلال ذلك ثقافة

الوحدة والتعاضد والتماسك ، وانقرضت ظاهرة التعصب القبلي ، حل

محلها التعصب الحزبي السياسي ، وعندما تنظر وتتأمل هذا التحزب

السياسي فإنك ستجد فيه كتلة مختلفة من الناس ينحدرون من قبائل

وعائلات شتى ولكنهم متعصبون لفكرة حزبهم السياسي ، في مقابل ذلك

ستجد إخوة وأشقاء منقسمون إلى تيارين سياسيين مختلفين متناحرين

فكريا .. وعندما تستمع لحدة النقاش بينهما تظنهما عدوين .!!

ولقد كان لهذا التحزب دورا غير مباشر ومباشرا أحيانا في طرد التعصب

القبلي ، وحل محلها التعصب السياسي ولكل معايير مختلفة ..

برغم هذا وذاك ، فكثير ما كان يحدث في بعض المواقف ، أن يقف بدوي مع

آخر كونه بدوي دون البحث عن نسبه وأصله ..

البادية الفلسطينية بادية مقاومة ، تقف في خندق واحد ، لمواجهة

أعداء الوطن والدين والإنسانية ،

وقد أصبح الجميع – جميع الفئات – مجتمعا واحدا متساوون في الحياة

الاجتماعية ، حتى أنك قد لا تميز الآن بين بدوي أو فلاح ، فأغلب بدو

فلسطين أصبحوا فلاحين بكل معنى لهذه التسمية فهم جميعا يعملون في

الزراعة ، وأما البيوت فقد أصبحت أيضا متشابهة ومتطابقة ..

أما من ناحية الزواج والمصاهرة :

فقد اختلط الآن جميع الناس ببعضهم البعض ، وأصبحت العائلات

الفلسطينية ببدوها وحضرها أسرة واحدة ، وأخذت عادات البادية حول

موضوع الزواج في خبر كان .. حيث تزوج البدوي مدنية ، وتزوج المدني

بدوية ...

وستصبح البادية الفلسطينية وفي القريب العاجل ، مجرد ( فلم

وثائقي) لا أكثر ولا اقل .. مثل باقى الباديه العربية ..

» مطبخ رمضان حلويات سفرة رمضان العربية 2012 مطبخ رمضان بالصور
» صقر البادية تعال هووون
» احلى عيد ميلاد لمديرنا الغالي صقر البادية